تفسير- سورة الرحمن كاملة [اية (1-78)]


تفسير سورة الرحمن

سورة الرحمن هي سورة مكية تقع في الجزء السابع والعشرين من القرآن الكريم، وتتألف من 78 آية. تُعرف السورة بجمالها اللغوي وبلاغتها الفائقة، وتبدأ بتسبيح الله وذكر اسم "الرحمن" الذي يدل على رحمته الشاملة لكل الخلق. تسلط السورة الضوء على العديد من نعم الله العظيمة في الكون، مثل الشمس والقمر والنجم والشجر، وتشدد على أهمية العدل والإنصاف. كما تذكر السورة خلق الإنسان والجان، وتصف مشاهد من الجنة والنار لتذكير المؤمنين بيوم القيامة. تتكرر فيها الآية "فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ" للتأكيد على نعم الله الكثيرة التي لا يمكن إنكارها. في ختام السورة، تعظم الله بصفاته الجليلة وتدعونا للتأمل في قدرته وعظمته.


مقدمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

الرَّحْمَـٰنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الإِنسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)

  • الرَّحْمَـٰنُ: الله هو الرحمن، الرحيم بجميع خلقه.
  • عَلَّمَ الْقُرْآنَ: الله هو الذي علم الناس القرآن، ليكون هداية لهم.
  • خَلَقَ الإِنسَانَ: الله هو الذي خلق الإنسان.
  • عَلَّمَهُ الْبَيَانَ: الله هو الذي علم الإنسان كيف يتحدث ويعبر.

نعم الله في الكون

الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9)

  • الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ: الشمس والقمر يتحركان في مسارات محددة بدقة.
  • وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ: النجوم والأشجار يعبدان الله بطاعتهما لنظامه.
  • وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ: الله خلق السماء ووضع نظام العدل في الأرض.
  • أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ: يحذرنا الله من تجاوز العدل.
  • وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ: يأمرنا الله بأن نكون عادلين في كل شيء، بما في ذلك البيع والشراء.

نعم الله على الأرض

وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13)

  • وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ: الله جعل الأرض مكانًا مناسبًا لحياة البشر.
  • فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ: الأرض مليئة بالفواكه وأشجار النخيل التي تحمل التمر.
  • وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ: تحتوي الأرض على أنواع الحبوب والنباتات العطرية.
  • فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ: تكرار هذا السؤال للتذكير بنعم الله العديدة علينا.

نعم الله في الخلق

خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ (15) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (16) رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17)

  • خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ: الله خلق الإنسان من طين مثل الفخار.
  • وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ: الله خلق الجن من نار لا دخان فيها.
  • رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ: الله هو رب المشرق والمغرب وكل ما بينهما.

آيات في القدرة الإلهية

مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ (20) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21)

  • مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ: الله جعل البحار تجري بجانب بعضها البعض.
  • بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ: بين البحار حاجز يمنع اختلاطهما الكامل.

تذكير بنعم الله

يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (23) وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلَامِ (24)

  • يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ: من البحار نستخرج اللؤلؤ والمرجان.
  • وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلَامِ: السفن تسير في البحار بإرادة الله وكأنها جبال.

ذكر نعم الجنة

وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50)

  • وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ: لمن يخاف الله هناك جنتان في الآخرة.
  • ذَوَاتَا أَفْنَانٍ: الجنات تحتوي على أنواع كثيرة من الأشجار.
  • فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ: في الجنتين أنهار تجري بالماء.

خاتمة

سورة الرحمن تُعَدُّ من أروع السور في القرآن الكريم، حيث تجمع بين جمال اللغة وعمق المعاني. تدعونا السورة للتأمل في عظمة الخالق من خلال استعراض نعم الله المتعددة في الكون، مما يعزز الإيمان والتقوى في قلوب المؤمنين. تكرار الآية "فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ" يوجهنا نحو الاعتراف بنعم الله والشكر عليها، ويذكرنا بأن الله هو الرحمن الرحيم، المستحق للعبادة والطاعة. في ختام السورة، نجد دعوة قوية للتفكر في صفات الله العظيمة والالتزام بأوامره، مما يجعل هذه السورة مصدر إلهام وتوجيه للمسلمين في حياتهم اليومية.



*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

خالص بالاعلانات

الاعلانات