التعريف:
سورة التين هي سورة مكية، من المفصل، آياتها 8، وترتيبها في المصحف 95، في الجزء الثلاثين، بدأت بأسلوب قسم﴿والتين والزيتون﴾، وسميت بهذا الاسم لورود قسم الله تعالى بالتين والزيتون في مطلعها.
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾
التفسير سورة التين:
﴿والتين والزيتون﴾: أقسم الله تعالى بهاتين الشجرتين المباركتين، والتين يشتهر في بلاد الشام، والزيتون يكثر في بيت المقدس، ولهما فوائد كثيرة للإنسان.
﴿وطور سينين﴾: الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام.
﴿وهذا البلد الأمين﴾: مكة المكرمة، أو بيت المقدس، وقيل هما جميعاً.
﴿لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم﴾: أي في أعدل صورة وأفضلها، منتصباً معتدلاً، متناسب الأعضاء، صحيح الحواس، سليم الفطرة، قادراً على النطق والتفكير.
﴿ثم رددناه أسفل سافلين﴾: أي أرجعناه بعد هذه الصورة الحسنة إلى أسوأ حال عند الكبر، ضعف البدن، وهبوط العقل، إلا من عصمه الله بالإيمان والعمل الصالح.
﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون﴾: أي غير مقطوع ولا منقوص.
﴿فما يكذبك بعد بالدين﴾: أي بعد هذه الأدلة الواضحة على قدرة الله تعالى، ما الذي يجعلك أيها الإنسان تكذب بيوم الجزاء؟
﴿أليس الله بأحكم الحاكمين﴾: أي هو أحكم من يحكم بين عباده، فلا يظلم أحداً، ويجازيهم بأعمالهم بعدل.
مقاصد السورة التين :
- بيان عظمة الله تعالى في خلقه، وتفضيله الإنسان على سائر المخلوقات.
- بيان جزاء الكفار في الآخرة، وهو الخلود في النار.
- بيان جزاء المؤمنين في الآخرة، وهو الفوز بالجنة ونعيمها المقيم.
- تذكير الإنسان بنعم الله عليه، وتحذيره من عذابه.
- التأكيد على أن الله تعالى هو أحكم الحاكمين، وأنه لا راد لقضائه.
فوائد من السورة التين:
- تعظيم الله تعالى وتقديسه، والإيمان بقدرته وحكمته.
- شكر الله تعالى على نعمه، والمحافظة عليها.
- الحرص على الإيمان والعمل الصالح، والفوز برضا الله تعالى.
- الخوف من عذاب الله تعالى، والرجاء في رحمته.
- الثقة في عدل الله تعالى وحكمته، والرضا بقضائه.
معاني سورة التين:
الخاتمة :في ختام تفسير سورة التين، نستخلص منها دروسًا عظيمة وعبرًا جليلة، فهي تذكير بقدرة الله الخالق، وتأكيد على عدله في الجزاء. وتدعونا إلى الإيمان والعمل الصالح، والتمسك بالفضيلة والأخلاق الحميدة، لنفوز برضا الله وننعم بجنته التي وعد بها المتقين.
فلنحافظ على فطرتنا السليمة التي فطرنا الله عليها، ولنبتعد عن كل ما يفسدها من المعاصي والذنوب. ولنتذكر دائمًا أن الله هو أحكم الحاكمين، وأنه لا راد لقضائه.
نسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا الإيمان والعمل الصالح، وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه.